کد مطلب:168235 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:147

مقتل نافع بن هلال الجملی
كان لنافع بن هلال الجملی (رض) مواقف بطولیة عدیدة فی عرصة الطفّ، وكان من تلك المواقف ما رواه الطبری عن یحیی بن هانی بن عروة (أنّ نافع بن


هلال كان یُقاتل یومئذٌ وهو یقول:



أنا الهِزبرُ الجملی

أنا علی دین علی [1] .



فخرج إلیه رجلٌ یُقال له مُزاحم بن حُریث فقال: أنا علی دین عثمان!

فقال له: أنت علی دین شیطان! ثمّ حمل علیه فقتله، فصاح عمرو بن الحجّاج بالناس: یا حمقی أتدورن من تقاتلون!؟ فرسانَ المِصر، قوماً مستمیتین! لایبرزنّ لهم منكم أحد، فإنّهم قلیل وقلَّ ما یبقون، واللّه لو لم ترموهم إلاّ بالحجارة لقتلتموهم. فقال عمر بن سعد: صدقتَ، الرأیُ ما رأیت. وأرسلَ إلی الناس یعزم علیهم ألاّ یبارزُ رجلٌ منكم رجلاً منهم!). [2] .

وكان نافع بن هلال الجملی (رض) قد كتب إسمه علی أفواق نبله، فجعل یرمی بها مسمومةً وهو یقول:



أرمی بها معلمة أفواقها

مسمومة تجری بها أخفاقها



لیملانَّ أرضها رشاقها

والنفس لاینفعها إشفاقها



فقتل إثنی عشر رجلاً من أصحاب عمر بن سعد سوی من جرح! حتّی إذا فنیت نباله جرَّد فیهم سیفه فحمل علیهم وهویقول:



أنا الهزبرُ الجملی

أنا علی دین علی




فتواثبوا علیه وأطافوا به یضاربونه بالحجارة والنصال حتی كسروا عضدیه، فأخذوه أسیراً، فأمسكه شمربن ذی الجوشن ومعه أصحابه یسوقونه حتّی أتی به عمر بن سعد، فقال له عمر: ویحك یا نافع! ما حملك علی ما صنعت بنفسك!؟

قال: إنّ ربّی یعلمُ ما أردتُ. فقال له رجل وقد نظر الدماء تسیل علی لحیته: أما تری ما بك!؟ قال: واللّه لقد قتلتُ منكم إثنی عشر رجلاً سوی من جرحتُ، وما ألوم نفسی علی الجهد، ولو بقیت لی عضد وساعد ما أسرتمونی!

فقال شمر لابن سعد: أقتله أصلحك اللّه!قال: أنت جئت به، فإن شئت فاقتله! فانتضی شمر سیفه، فقال له نافع: أما واللهِ لو كنت من المسلمین لعظم علیك أن تلقی اللّه بدمائنا، فالحمد للّه الذی جعل منایانا علی یدی شرار خلقه.ثمّ قتله شمر لعنه اللّه. [3] .

وقد روی الخوارزمی أنّ مقتل نافع بن هلال (رض) كان بعد مقتل سعید بن عبداللّه الحنفی (رض) حیث قال: (ثمّ خرج من بعده نافع بن هلال الجملی، وقیل: هلال بن نافع،وجعل یرمیهم بالسهام فلایُخطیء، وكان خاضباً یده...). [4] .

ویری المحقّق السماوی (ره) أنّ مقتل نافع (رض) بعد مقتل عمرو بن قرظة (رض)، بعد أن قتل نافع (رض) علیّاً أخا عمرو بن قرظة، حیث یقول السماوی (ره): (وحدّث هانی بن عروة المرادی أنّه لمّا جالت الخیل بعد ضرب نافع علیّاً، حمل علیها نافع بن هلال، فجعل یضرب بها قدماً وهویقول:




إن تُنكرونی فأنا ابن الجملی

دینی علی دین حسین بن علی). [5] .



ولعلّ الشیخ السماوی (ره) قد استفاد ذلك من سیاق نصوص الطبری.

أمّا الشیخ الصدوق (ره) فقد روی مقتل نافع (رض) بعد مقتل وهب بن وهب (رض)، وذكره بإسم (هلال بن حجّاج)، [6] حیث قال (ره): (ثمّ برزبعده هلال بن حجّاج وهو یقول:



أرمی بها معلمة أفواقها(أفواهها)

والنفس لاینفعها إشفاقها



فقتل منهم ثلاثة عشر رجلاً ثمّ قُتل.). [7] .

أمّا ابن شهرآشوب (ره) فقد ذكر مقتله (رض) بعد مقتل زهیر بن القین (رض) حیث قال: (ثمّ برز نافع بن هلال البجلی [8] قائلاً:



أنا الغلام الیمنیُّ البجلی

دینی علی دین حسین بن علی



أضربكم ضرب غلام بطلِ

ویختم اللّه بخیرٍ عملی [9] .


فقتل إثنی عشر رجلاً، وروی سبعین رجلاً.). [10] .


[1] هكذا علي ما نقله المحقق السماوي (ره) في كتابه ابصار العين: 149، واما علي اصل رواية الطبري فهو: «انا الجملي انا علي دين علي» والظاهر ان الرجز لايستقيم وزنا هكذا، فاخذنا بما نقله السماوي (ره)، وفي الارشاد: 103:2 «وبرز نافع بن هلال وهو يقول:



انا ابن هلال البجلي

انا علي دين علي.

[2] تاريخ الطبري: 324:3 وانظر الارشاد: 103:2 واعلام الوري: 462:2، ومثيرالاحزان: 60: فيه «فبرز اليه واجم بن حريث الرشدي». و البحار: 19:45.

[3] راجع: تاريخ الطبري: 328:3 و ابصار العين: 149-150 وانظر: تسلية المجالس: 296:2وفيه هلال بن نافع و انساب الاشراف: 404:3.

[4] راجع: مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي:24:2.

[5] ابصار العين:149.

[6] تذكر بعض المصادر اسم نافع بن هلال معكوسا: (هلال بن نافع)، وقال السماوي (ره) في ضبط اسمه: يجري علي بعض الالسن و يمضي في بعض الكتب هلال بن نافع، و هو غلط علي ضبط القدماء (راجع: ابصار العين:150) لكن الصدوق (ره) وهو من القدماء ذكره باسم «هلال بن حجاج» وهو اغرب فتامل!.

[7] امالي الصدوق (ره): 137 المجلس 30، حديث رقم 1.

[8] قال الشيخ السماوي (ره): «الجملي: منسوب الي جمل بطن من مذحج، و يمضي علي الالسن وفي الكتب: البجلي، وهو غلط فاضح». (ابصار العين: 150).

[9] وفي مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 25:2.



انا الغلام اليمني الجملي

ديني علي دين حسين بن علي



ان اقتل اليوم فهذا املي

وذاك رايي والاقي عملي



فقتل ثلاثة عشر رجلا حتي كسر القوم عضديه، و اخذوه اسيرا، فقام شمر بن ذي الجوشن فضرب عنقه.».

[10] مناقب آل ابي طالب عليهم السلام 104:4.